أجلس في هذه الليلة على سريري كالعادة أمام شاشة اللاب توب، لا رغبة لدي في القراءة
ولا الحديث ، ولا حتى مشاهدة حلقة جديدة من المسلسل.. حتى كوب الشاي بلبن يصبح الآن باهتا لا رغبة لي فيه
كل شيئ صار مملا، كل شيء صار بلا طعم او معنى ،
أشاهد ما حولي ثابتًا لا يتحرك ، كل الأيام متشابهة ..
-------
على فيسبوك كل الناس يتحدثون عن يوم الغد، الفن داي للدفعة الأصغر مني بعام، نفس التعليقات ، نفس المناكشات بين لأقسام ، ميكانيكا تقول نحن اللعب، وعمارة تقول نحن الفن ، و مدني تقول نحن الهندسة، وحاسبات تجلس تتفرج على المباراة..
منذ سنة، كنت في ذلك الحماس مثلهم، أتابع وأضحك وأشارك، أجرب تي شيرت الفن داي عشر مرات أمام المرآة، كنت أكثر من وزني الآن بعدة كيلوجرامات ورغم ذلك كنت أسعد بكثير.. أتذكر جملة كتبها أحد ما أنه فقد نصف وزنه ويبدو أن النصف الذي فقده كان النصف السعيد..
--------
أفكر في السبب وراء هذا الملل من الحياة، أتذكر منذ أسبوعين تقريبا في حفل التخرج، قالت لي إحداهن إنتِ شكلك مش مبسوطة؟ انت محتاجة تشتغلي، كدت أقول لها انه ليس هذا هو سبب حزني الكبير ،وأحكي لها كل شيء وكأني ما صدقت، ثم غيرت رأيي، لن يهمها ما احكيه في شيءـ تظاهرت انني شاهدت أحدًا أريد أن أسلم عليه واستأذنت منها بلطف ..
لكن بعدها فكرت ماذا لو كان كلامها صحيحًا..
--------
اليوم أحدهم قال لي نصيحة إنت لازم تخرجي، حسنًا عندكم حق جميعًا، صدّقتكم ..
--------
عندما أوشك كل شيء بيننها على الانتهاء في ذلك اليوم كان عقلي يحاول أن يجد أرضًا أقف عليها، أن يجد شكلًا بديلًا لحياتي بسرعة قبل أن أنهار بعد أن تذهب.. فكرت أنني علي أن اكون سترونج اندبندنت وومان، نعم في اليوم التالي لرحيلك سأكون جالسة في انترفيو إجادة أو ميكروتيك أو أي من هذه الأسماء التي ترسل لنا الإيميلات.. أعمل هناك ثلاثة شهور أو أربعة لأجمع بعض المال ثم أسافر لأرى الزرافات في كينيا .. عندما أعود سيكون كل شي على ما يرام..