Tuesday 28 July 2015

من وحي الورد (2)

غاب موضوع النباتات شوية من حياتي، حزينة إنه ده حصل، لكن الغياب ده مش هيستمر كتير أنا متاكدة ، وقريب هنرجع أنا والورد صحاب،
بس لسبب ما قررت أرجع احكي القصة اللي ما كملتش ، من وحي الورد ماخلصش، من وحي الورد كان مليان كلام كتير ماكملتهوش
واللي فكرني وأجبرني إني أكمل هي رضوى عاشور لما قرأت قصة صغيرة في كتاب ليها، القصة عن بنت بتحب الزرع وسمت نفسها " أم الزرع" كانت بتقول كدا لجارتها ، المهم ، رضوى امبارح قالتلي -في سرها يعني - روحي اكتبي حالا بقية حكاية الزرع، فقررت أكمل القصة ..

----

بيعدي أسبوع لطيف على البداية - بكون جبت وردات أخريات من نفس النوع وأنواع أخرى-
 وردة الجيربيرا الفاتنة الأولى تبدأ تذبل ! 

ماكونتش متخيلة إنه ده ممكن، مش عارفة ازاي كان في بالي إنهم هيعيشوا للأبد، ثم ما أنا بسقيهم كل يوم وحاطاهم في البلكونة وكل حاجة تمام.. بأحبط وبقرر إنه الموضوع ماطلعش جميل زي ما أنا متخيلة ، وشكله معقد ومسؤوليات وبتاع، وأنا أصلا ما شاء الله شخصية مسؤولة بدرجة تفوق الخيال، فواضح إنه الموضوع مش فكرة مناسبة .. 
هارد لك يا حسناء، مش دي هوايتك الجديدة ..

--------

لقدر غير مرتب ولا معمول حسابه ، وفي خلال بريك بين محاضرتين لقيت نفسي انتقلت من قاعة المحاضرة إلى داخل الحديقة، وألاقي نفسي بجيب ورد جديد وزرع جديد وأنا لسه كنت محبطة من اللي ذبل في البيت،
لكن المرة دي سألت عمو الجنايني -أو مش عارفة وصفه إيه لكن هو اللي بيبيع الزرع ده- المهم سألته وعرفت التفاصيل وقرأت شوية عن الموضوع ، وبعد محاولات وأيام ، ابتدى الورد الذبلان يرجع يصحصح وابتدت البراعم الصغيرة تفتح !
--------

وبالمناسبة ،  من أكتر الحاجات اللي طلعت بتجيب تفاؤل في الحياة -لدرجة إنك تنزل الكلية البائسة وانت مبسوط- هي إنك تطلع البلكونة الصبح فتلاقي الوردة الدبلانة حالتها أحسن من امبارح، أو تلاقي برعم صغير بدأ يفتح ويظهر اللون الجديد وهو بيحاول يطلع من اللون الأخضر اللي محاصره ، فعلا فعلا يعني ، أنا ماتخيلتش إنه فيه حاجة مبهجة كدا في الحياة، يمكن لما أبقى أم الاقي احساس مشابه لما ابني يتعلم المشي مثلا أو تطلع له سنة جديدة :))
سبحان من يخرج الحي من الميت ، وسبحان من يجعل الأشياء البسيطة أسباب فرحة عظيمة 

-----

من وحي الورد انه الواحد اكتشف  انه لسه اقدر يهتم، وماطلعش ذلك الشخص اللي صار عديم الاهتمام والمراعاة اللي كان فاكره، طلع عادي ممكن يعتني بالورد ويسقيه ، ويحطله التسميد كمان ..
احنا مش بالسوء اللي فاكرينه عن نفسنا :))

-----

من وحي الورد كمان انه الباشون مانتهاش ، الواحد لسه قادر يبقى عنده حاجة بيصحى عشانها، وبيفكر فيها في المواصلات وهو راجع البيت. 
يعني مهما الواحد مر بلحظات خيبة وفشل ويأس في جوانب من الدنيا دي، لسه فيه جوانب وحاجات كتير جدا والله ممكن يلاقي فيها باشون يكفي بلد، بس احنا ندور
الباشون لا يفنى ولا يستحدث من العدم، ولكنه ينتقل من مجال لمجال آخر :D 

-----

وأخيرًا من وحي الورد التخلص من الذابل لايجاد مكان للجديد، حاجة كدا بيعلموها للناس، إنه الوردة اللي ذبلت خالص ومافيش منها أمل، نشيلها من الزرع ونسيب مكان وفرصة للورد الجديد اللي بيطلع، في الأول ماكونتش قادرة أتقبل المضوع بسهولة وكانوا بيصعبوا عليا، وكنت كمان بفكر إنه لا أنا مش ضامنة إني أحب الوردة الجديدة زي الوردة اللي ذبلت، مش ضامنة اصلا إنه وردة جديدة تيجي ! لكن في النهاية اقتنعت وسمعت الكلام، وكان الورد الجديد بيطلع !
ممممم ، يعني ، جايز لو فكرنا كدا عامة في حياتنا نلاقي حاجات جديدة حلوة ..
طيب ، نسيب مكان بقى للجديد ..
جايز ..

-----