Sunday, 19 November 2017

عزيزي يا صاحب الظل الطويل.. 

كيف حالك؟ أريد أن أحكي لك عن تلك المشاعر السلبية التي لا تريد أن تتركني مع اقتراب يوم ميلادي الرابع والعشرين .. 
إحساس بضياع العُمر، ,وتذكر لكل الأحلام التي رسمتها لليوم .. ولم تتحقق.. ولن تتحقق..
لماذا نشعر أننا نكبر العام كله في ذلك اليوم؟ وأن كل أيامه ضاعت معًا في نفس اليوم ؟ هل لديك تفسير؟

أحاول مواجهة المشاعر تلك بما أستطيع، أحاول التمسك بكل لحظة سعادة ممكنة قبل أن تختفي بسرعة خوفًا من وحشَي الاكتئاب واليأس المخيفين.. سعادة مثل هدية شجرة الفل الجديدة الجميلة التي جاءتني اليوم، أنت تعرف تأثير الفرحة في اللحظة التي أخرج فيها للشرفة صباحًا فأرى برعمًا قد تفتح وظهرت الوردة الأولى، لذا فأنا لا أستطيع الانتظار فعلًا لأرى ذلك ..

عزيزي هل كنت تتوقع أبدًا أن تكون البرمجة منقذًا لي يومًا ما؟ هل تذكر كيف كنت دائمًا أراها ضغطًا وواجبًا مملًا لا أطيقه وأنتظر اليوم الذي أتخلص فيه من فرضها عليّ في الدراسة، لم أتخيل أن يكون الانشغال فيها هو ما سينقذني اليوم من الأفكار المؤلمة التي لا تتركني دقيقة..
وهل كنت تتوقع أن يأتي اليوم الذي تكون فيه إجازة نهاية الأسبوع هي الوقت الأصعب من الأسبوع؟

أتعلم؟ تسألني الدكتورة ما أجمل وقت في يومك؟ أقول لا شيء جميل .. 
فتسألني عن ماذا كان أجمل وقت في يومي قبل أن يحدث ما حدث، أقول لها أن أجلس رائقة البال أقرأ وأنا أشرب كوب الشاي باللبن، لكنني الآن يا عزيزي لست رائقة البال أبدًا.. لا أمسك كتابًا حتى تجتمع كل الأفكار المحزنة حولي، لا تتركني دقيقة، لذلك أهرب دائمًا لما يشغلني شغلًا كاملا، كحلقات مسلسل مثلا، أو كأسايمنت بروجرامنج معقد .. 
طلبت مني أن هذا الأسبوع علي أن أقرأ كل يوم وأنا أشرب كوب الشاي باللبن، قلت لها والأفكار الحزينة؟
قالت قاوميها وأكملي ولو لعشر دقائق.. 
فعلت هذا اليوم وأنوي أن أكمل الأسبوع، تمنى لي التوفيق.. وتذكرني دائمًا .. 

محبتي كلها 
حسناء