Monday, 22 September 2014

كومنت ..

يُحكى أني سافرت في مرة لغزة
وهناك قابلت بنات أول مرة أعرف وسطهم معنى حقيقة : حب في الله 
حب في الله ولله فقط ، ناس أول مرة يشوفونا وبيحبونا فقط لأخوة الاسلام
مافيش بينا أي أعمال ولا أي أشياء مشتركة، فقط الإسلام والدعوة

إلا أن إحداهن بالذات دخلت قلبي ، أوجدت فيه مكان واستقرت فيه
وأكاد أقسم إنها أحبتنا أكثر مما أحببناها،، كانت عيناها تنطق قبل لسانها
والبنت دي الوحيدة التي ماعرفتش ليها وسائل اتصالات واحنا ماشيين
بنات غيرها كثير أخذت أكاونت الفيس بوك بتاعهم أو أرقام الموبايل ، 
إلا هي ..
وسبحان الله هي أكثر من أذكرها منهم ، رغم انعدام وسائل الاتصال 
باستثناء تلك الصفحة التي كتبَتها لي في دفتري، والتي تدمع عيناي كلما قرأتها
والصورة التي جمعتني معها في الجامعة الإسلامية بغزة
تلك هي وسائل اتصالي بها ، أن أقرأ تلك الصفحة، وأن أنظر لتلك الصورة
ولعل هذا دليل على أن الصلة الحقيقية ليست لها علاقة بوسائل الاتصال من هاتف وتكنولوجيا وغيرها ، لكنها بين القلوب.

أثناء الحرب الأخيرة على غزة وبعد انتهائها، كنت كثيرًا ما أذكرها وأتساءل تُراها بخير؟!
كنت أعلم سابقًا أن عددًا كبيرًا من عائلتها قد استشهد في الحرب قبل الاخيرة عندما قُصف بيتهم، لذا أحسبهم عائلة يحبها الله، ولذا أردت الاطمئنان كثيرًا عليها
ولم أكن أدري هل تراها تذكرني هي الأخرى؟ كيف وأنا لم أترك لها مثل ما تركته لي؟ لا كتابة ولا صورًا. 

وهكذا حتى يوم الأمس، صادفتني على فيس بوك صورة إحدى صديقاتي من غزة في حفل تخرجها، إحدى الصديقات الاتي حافظت على التواصل معهن، لكن ما لفت انتباهي ليست هي بل تلك الواقفة بجوارها ، هل هي حقًا ؟! 
سألت الصديقة صاحبة الصورة، أجابتني أن نعم ! 
يا الله ، هي بخير ،، هي تحتفل بالتخرج :))
ثم سألتها عنها وأن توصل سلامي إليها،، 
وعندها قرأت أجمل كومنت في حياتي 


"أكيد زاكراكي كتير بنجيب سيرتك"
كان نفسي أقولها : احلفي ، قولي والله !
يعني هي بخير، وبتتخرج ، وكمان متذكراني، وكمان بتتكلم عني :))
وهكذا صنع الكومنت يومي :D
وهكذا علمت أن القلوب بيد الله 
والحب بيد الله 
والتواصل بيد الله

يا رب لقاءً قريبًا معها ، ومع كل أهل غزة 
يا رب عودة ونصر وفتح ..