Sunday 18 October 2015

عن الاختيارات

عزيزي يا صاحب الظل الطويل،، 

دعنا لا نكره العالم اليوم.. ربما لم يكن بهذا السوء، ربما المشاكل التي نراها ضخمة لا يمكن أن تحل أبدا ربما هي ليست بهذه البشاعة، وبعض الأمور البسيطة يمكنها أن تجعل الأمور أهون،، 
حسنا لا أعدك أن أظل بهذا التفاؤل وهذه النظرة، ولكنني هكذا الآن، فترة كتابتي للخطاب على الأقل..

بالأمس يا عزيزي كانت آخر محاضرات شيخ العمود في هذا الموسم، ولم يتبقى لنا سوى الاختبارات، أنا أحب ذلك المكان حقا.. حزينة لانتهاء المحاضرات..ولكنني أشعر ببعض الراحة أن سيكون عندي وقت أكثر، فأنا لا أستطيع أن أقوم بالدراستين معا فعلا ..
لذا فأنا لا أدري هل أفرح أم أحزن .. سأفتقد كل شيء .. سأفتقد الأساتذة والطلبة والمنظمين .. كلهم .. كلهم .. حتى المكان والقاعات .. 

وبخصوص الامتحان، أنا سعيدة جدا أن الأسبوع القادم سيكون الامتحان النقاشي مع الأستاذ،، أنت تعلم عنه أليس كذلك؟ ..  لطالما أردت الحديث معه،، لا أدري ماذا أريد أن أقول أصلا، ربما لا أريد أن أقول له شيئا، ولكن فكرة أن ذلك الشخص ذو الهالة العظيمة حوله،، واللغة المبهرة ،، والحضور المهيب،، هذا الشخص سيناقشني في أبيات أختارها أنا،، صحيح بالمناسبة ماذا أختار.. 
أفكر مثلا في 
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى  ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى   وحنينه أبدا لأول منزل
أو في 
العين بعد فراقها الوطنا      لا ساكنا ألفت ولا سكنا
ريانة بالدمع أقلقها            ألا تحس كرى ولا وسنا
كانت ترى في كل سانحة     حسنا فباتت لا ترى حسنا
ثم أعود وأفكر في
أعطني حريتي أطلق يدي   إنني أعطيت ما استبقيت شيئا
اه من قيدك أدمى معصمي   لم أبقيه وما أبقى علي

لا زلت لم أقرر،، 
عزيزي أنا اكتشفت أنني أكره الاختيارات جدااا ، ربما نظن أن كثرة الاختيارات شيء جميل يساعد على أن تكون الحياة أسعد،، ولكنني أدركت أنها تجعل الحياة عندي أصعب بمراحل،، ماذا لو اخترت كذا؟ طيب ماذا لو اخترت العكس ؟ المشكلة يا عزيزي أنك لن تعلم أبداا إن كان اختيارك هذا كان هو الأفضل أم لا، لن تكون لك الفرصة مثلا أن تعود فتحيا من جديد بالاختيار الآخر لترى ماذا كان سيحدث،، عالمنا ليس جميلا لهذه الدرجة .. كعالم رفعت اسماعيل مثلا أو هاري بوتر..

كل محبتي
حسناء