Tuesday, 6 October 2015

المربع رقم صفر

عزيزي يا صاحب الظل الطويل،، 

اخترتك أنت كي أحكي لك، لماذا لم أحكي للأشخاص الثلاثة؟ لماذا لم أحكي للبعيد؟ لا أعرف.. ربما لأنني أفتقدك، ربما لأنك لا تُجيب، -نعم نعم أعلم أن الآخرين لا يجيبون أيضًا- حسنًا لا أدري ما السبب، المهم  .. 

كنت أتساءل كم من الوقت سأحتاج يا تُرى حتى أصل إلى قمة منحنى الحزن والكآبة هنا، الحقيقة أن النتائج أذهلتني، لم يستغرق الأمر سوى أربعة أيام في هذا المكان حتى يجعلني أبكي ويجتمع الناس حولي ليرضوا دوافعهم الفضولية، أو ربما دوافع الشفقة، لايهم، المهم أن ذلك الحُزن انتصر.. 

عزيزي، لو كنت مطلِقة على هذا اليوم اسمًا، لكان الاسم : العودة لمربع الصفر .. 
هل تعرف يا عزيزي تلك الأمور، عندما تظنّ أنك قد تجاوزت كل تلك الحواجز النفسية وانتصرت عليها، وصرت أصلب من الفولاذ لا تهزك أية عاصفة، ثم تكتشف فجأة أن تلك الصلابة كانت صلابة ثلج؟ سرعان ما تذوب عند اقتراب أول مصدر للحرارة ..
أنت الآن لا تبكي بسبب الحرارة، ولكن بسبب اكتشافك أنك طول هذا الوقت كنتَ جليدًا.. لم تكن فولاذًأ ..
تبتعد بهدوء وتلملم قطراتك المبعثرة، وتجلس في مكان بارد حتى تعود جزيئاتُك للتصلب من جديد.. هكذا كنت اليوم.

صديقتي تخبرني أن هذه ليست عودة لمربع الصفر، بدليل أن الجليد عاد للتجمد سريعًا أليس ذلك؟ أنا أصدّقها، ربما كل ما عليَّ فعله هو أن أظل مبتعدة عن مصدر الاحتراق ذلك، وعندها سأظل قطة ثلج هانئة سعيدة.. أو ربما أجد جهاز التجميد الذي أنتظره، وعندها أظل بين جدرانه لا أخشى كل العواصف والاحتراقات بالخارج. ما رأيك أنت ؟

حسنًا فلنترك قطعة الثلج الصغيرة الآن، وأحدثك عن المربع رقم صفر الآخر، أنت تعلم أن لدينا مشروعًا علينا القيام به هذا العام ليسمحوا لنا بالتخرج من الكلية، كنّا نظن أننا قطعنا شوطًا لا بأس به فيه، ثم في دقائق تخبرنا فيها الأستاذة المُشرفة أن علينا البدء من جديد، من عند أول نقطة .. هي ترى أننا لم نبذل الجهد المطلوب، أن هذه ليست طريقة العمل المطلوبة،
 أنا لا أكرهها، ولا أكره زملائي في الفريق، ولكنني أكره شعور الإحباط هذا، أكره شعور التأخر عن بقية الناس، شعور أنك لم تُنجِز شيئًا، وأن مجهودك لا فائدة منه.. 

عزيزي، هناك شيءٌ آخر أود الحديث إليك عنه، أشعر أنني بحاجة إلى المساعدة بخصوص هذا المشروع وكيفية البداية والعمل فيه بطريقة صحيحة، لكنني لا أريد أن أطلب منهم، أشعر بثقلٍ شديد عندما أجد نفسي أحتاجهم .. منذ ساعات وأنا في هذا الصراع، هل تَرَى أن أطلب المساعدة وأُظهر هذا الاحتياج، أم أتدبر أمري رغم صعوبته وأظل في مكان القويّ المستغني ؟

عزيزي، شكرًا لقراءتك ما أكتب، أنا أعلم أنك تفعل ذلك، حتى وإن كنتَ شخصية خيالية، من قال أن الشخصيات الخيالية لا تستطيع القراءة؟

محبتي كلها،،
حسناء